البحوث النفسية والاجتماعية
التحليل العاملي الإستكشافي والتوكيدي مفاهيمهما ومنهجيتهما بتوظيف حزمة SPSS وليزرل LISREL
وصف الكتاب
من حق القارئ أن يتساءل لم هذا الكتاب؟ ما غاياته؟ وما منهجيته في التأليف؟ يتناول الكتاب موضوع التحليل العاملي الاستكشافي Exploratory Factor Analysis الذي أصبح شائع الاستعمال، وعادة ما يرافق تواتر استخدام التحليل العاملي الاستكشافي سوء توظيفه واستعماله. ولقد عملنا علي توضيح كثير من الجوانب العملية لهذه الطريقة حتي يتسني استعماله استعمالا رشيدا وسليما.
كما يتناول الكتاب موضوعاً آخرعرف إقبالا متزايد عليه في السنوات الأخيرة، وهو التحليل العاملي التوكيدي الذي يعني باختبار النماذج النظرية العاملية للتثبت من مدي مطابقتها للبيانات.
إن دراسة العلاقات بين المفاهيم علي مستوي أبعادها أو عواملها، وليس باعتبارها عناوين عامة، تثري البحث، وتكسبه عمقاً، قد تفتقر إليه منهجية الاعتماد علي الدرجات العامة للمتغيرات، أو استعمال المفاهيم كعناوين عامة لتلخيص ظواهر نفسية معقّدة مما يضفي تناولا سطحيا لمشكلة البحث المدروسة.
والكتاب - إذ يخاطب الطلاب ولا سيما طلاب الدراسات العليا، والدارسين،والأخصائيين، والممارسين، والباحثين، والأساتذة - يكتسي أهمية كبري لعدة أسباب، لعل أهمها:
أولاً: افتقار المكتبة العربية - في حدود علم المؤلف - لكتاب يعالج التحليل العاملي بنوعيه الاستكشافي والتوكيدي.
ثانياً: أضحت البحوث النفسية الحديثة وأيضاً البحوث في المجالات المعرفية الأخري توظف بكثرة التحليل العاملي التوكيدي في إطار ما يدعي بالنمذجة بالمعادلات البنائية Structural Equation Modeling، وذلك لاختبار صحة النماذج العاملية المختلفة، واختبار صحة الفروض المركبة ذات العلاقة ببنية المفاهيم المستعملة.
ثالثاً: يستعمل التحليل العاملي الاستكشافي، والتحليل العاملي التوكيدي في تقدير الخصائص السيكومترية من ثبات Reliability وصدق Validity للمقاييس والاختبارات ومختلف الأدوات المستعملة في جمع البيانات. وتعتبر طريقة التحليل العاملي من الطرق الدقيقة لتقدير ثبات وصدق المقاييس والاختبارات.
رابعاً: وأخيراً يوظف التحليل العاملي الاستكشافي والتوكيدي كإستراتيجية لتحليل البيانات التي تندرج تحت أسرة أساليب التحليل الإحصائي المتعدد المتغيرات Multivariate analysis.
ولقد آثرت أن تتسم منهجية التأليف بنوع من الجدة، إذ تقوم علي توظيف المنطق لتبيان طريقة التحليل الإحصائي عوضاً عن الإستغراق في الرموز، وبعيداً عن الاشتقاق الرياضي، وتقوم علي توظيف اللغة الوصفية والشارحة بدلاً من استعمال الرموز الرياضية والمعادلات، والتركيز علي الخطوات والإجراءات العملية للتحليل العاملي الاستكشافي والتوكيدي بدلاً من الاستغراق في الشرح النظري المجرد، وتركز أيضاً علي تجسيد الخطوات والإجراءات بأمثلة واقعية تضفي علي الموضوع ديناميكية إجرائية عملية.
تتلخص إذن فلسفة التأليف ومنهجيته في الأبعاد التالية:
1. المنحني المتبني في معالجة التحليل العاملي الاستكشافي والتوكيدي هو أقرب إلي مناهج البحث منه إلي الإحصاء.
2. تلافي المعالجة الرياضية واستبدالها بالمنطق، لشرح آليات التحليل العاملي الاستكشافي والتوكيدي.
3. عدم الاكتفاء بالتناول الوصفي عند التطرق إلي الجوانب المختلفة للتحليل العاملي الاستكشافي والتحليل العاملي التوكيدي، وإنما تجاوزنا ذلك إلي التطرق إلي الافتراضات والمسلمات لإبراز الأفكار الأساسية الكامنة وراء الأساليب والإجراءات.
4. اعتمدت منهجية عملية في معالجة موضوع التحليل العاملي الاستكشافي والتحليل العاملي التوكيدي بحيث تم شرحهما إجرائياً خطوة خطوة، ومرحلة مرحلة، واستفضنا في شرح عمليات وإجراءات كل خطوة لتبيان علاقتها بالخطوات السابقة والملاحقة، وأغراضها، وآلياتها العملية.
5. تعزيز الشرح بأمثلة واقعية وظّفت لشرح الخطوات والإجراءات العملية عبر أغلب فصول الكتاب.
6. وظفت البرمجة أو الحزمة الواسعة الانتشار SPSS عند معالجة موضوع التحليل العاملي الاستكشافي، كما تم توظيف حزمتين متخصصتين في النمذجة بالمعادلات البنائية عند التحليل الكمي للأمثلة: حزمة ليزرل Lisrel وحزمة إيكيوز Eqs لشهرتهما وجودة أدائهما.
7. توخّيت تبسيط المفاهيم والآليات بدون السقوط في الابتذال والعموميات، وتبنّيت أسلوباً لغوياً هو أقرب إلي لغة مناهج البحث، وعلم النفس، والعلوم الاجتماعية، منها إلي لغة الرياضيات والإحصاء.
إرسال تعليق
0 تعليقات