البحوث التربوية
الوسائل الإحصائية في البحوث التربوية والنفسية
وصف الكتاب
الإحصاء هو أحد فروع الرياضيات المهمة ذات التطبيقات الواسعة، ويهتم علم الإحصاء بجمع وتلخيص وتمثيل وإيجاد استنتاجات من مجموعة البيانات المتوفرة محاولاً التغلب علي مشاكل مثل عدم تجانس البيانات وتباعدها. كل هذا يجعله ذا أهمية تطبيقية واسعة في شتي مجالات العلوم من الفيزياء إلي العلوم الاجتماعية وحتي الإنسانية، كما يلعب دوراً في السياسة والأعمال.
وهو أحد فروع الرياضيات التطبيقية التي تستخدم نظرية الاحتمالات والتحليل الرياضي لوضع الممارسة الإحصائية علي أساس نظري متين.
وبعد التطور التكنولوجي الهائل في كافة الميادين والذي فرض نفسه فجأة اصطحب هذا بتطور في كافة العلوم الإنسانية من حيث استحداث طرق جديدة لمعالجة الموضوعات الاجتماعية والفلسفية والنفسية وغير ذلك واصبحت العلوم الطبيعية من أهم الموارد المساعدة في تنفيذ البحوث الاجتماعية .
ولا يمكن إنكار دور علم الإحصاء في هذا التقدم، فالعلم يحتل مكانة كبيرة ويعد جزءاً غير بسيط من ضمن هذه العلوم إلي الحد الذي تجد فيه فرعاً من فروع علم الإحصاء يسمي بالإحصاء في مجال العلوم الاحتماعية أو الإحصاء الاجتماعي , وتعد الطريقة الإحصائية والنظريات العلمية في الوقت الحاضر من أهم أدوات الباحث في مجال العلوم الإنسانية.
فالطريقة الإحصائية هي أسلوب عمل لتنفيذ البحوث الاجتماعية ونظرية الاحتمالات واانهاية المركزية وما يشمل ذلك من تطبيقات أساسية لها أهميتها في ذها المجال ، كما أن أسلوب إيجاد علاقة الارتباط سواء كان بسيطاً أو متعدداً للظواهر الاجتماعية والفلسفية وغير ذلك من الظواهر التي نفسرها وندرسها وتدخل في إطار العلوم الإنسانية ، وأيضاً تطبيق نظرية وضع الفروض والاختبارات الإحصائية وتحديد إنتماء عديد من تلك الظواهر وتبعيتها لأحد التوزيعات الاحتمالية ، كل ذلك ضروري وهام في مجال العلوم الإنسانية ، وليس بالغريب القول بأن كل باحث متخصص في مجال العلوم الإنسانية أو الاجتماعية يجب عليه أن يكون ملماً عارفاً لأهم خطوات الطريقة الإحصائية والنظريات المختلفة لهذا العلم والمجالات التطبيقية المتعددة له إذا كان يريد أن يرقي بأبحاثه ومعلوماته إلي مستوي روح العصر .
وهكذا نستخلص من هذا العرض أن الإحصاء هو علم له طرقه العلمية ووظائفه المتطورة وقوانينه ونظرياته المتعددة والتي تعد أساساً للكثير من العلوم الأخري ومنطلق لتطورها . وهو علم له علاقته الممتدة عبر كل العلوم يؤثر فيها ويتأثر بها ويمثل جزء يكاد يكون عاماً ومشتركاً في كل العلوم تبدأ به وتنهل من طرقه ونظرياته مع اختلاف في درجة الامتداد والتشعب من علم إلي آخر ، كما أنه علم له وجوده في حياتنا العملية وأن أي تصرف أو سلوك شخصي أو غير شخصي يمكن أن تحكمه نظرية إحصائية أو أن يكون منطلقاً من أحد الطرق الإحصائية . إنه علم له عديد من الوظائف المتطورة مع التقدم والرقي في كافة الميادين وهي تشكل في إطارها العام أدق وأحسن أسلوب للبحث العلمي الخلاق وذلك علي نحو ما تم إيضاحه
ويتضمن علم الإحصاء الأسلوب العلمي اللازم لتفصي حقائق الظواهر واستخلاص النتائج عنها ، كما يتضمن أيضاً النظرية اللازمة للقياس واتخاذ القرارات في كافة الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وهو بذلك يعطي للباحثين والدارسين في تلك المجالات أدق أداة للباحث العلمي المبني علي الأسلوب والنظرية ، وعلم الإحصاء وظائف متعددة.
إرسال تعليق
0 تعليقات